Tuesday, September 13, 2005

المهلبية وحقوق الملكية الفكرية

كتب الدكتور نصار عبدلله فى بريد الأهرام شاكيا من قيام البعض باقتباس أجزاء من إحدى رواياته فى أحد مواقع الإنترنت ونسبها لكاتب آخر، كما حاول مخاطبتهم أكثر من مرة لتصحيح الخطأ لكن أحدا لم يستجب له.
وللدكتور نصار أقول لا تحزن، فليست الإنترنت سوى مولد بلا صاحب يفعل فيه الناس ما يشاءون، وليس هذا الإقتباس بشيء فى مقابل الذى جرى لكاتب هذه السطور!
كنت قد نشرت فى إحدى مجلات الكمبيوتر مجموعة من الأمثال الشعبية التى قمت بتحويرها حتى تتناسب مع عصر تكنولوجيا المعلومات الذى نعيشه، وأسميتها "أقوال حكيمة للقرن الجديد". قمت أيضا بإعادة نشرها – مع قصص أخرى - فى كتاب بعنوان "برسيم دوت كوم".
لكن هذه الأمثال انتشرت انتشارا رهيبا على الإنترنت، فى المنتديات والمواقع ورسائل المجموعات البريدية، وقد وضع أكثر من عشرين شخصا أسماءهم عليها! حتى أن بعض الذين قرءوا الكتاب ظنوا أننى نقلت هذه الأمثال من الإنترنت – رغم أن تاريخ النشر فى المجلة يثبت حقى – إلا أن هذا الأمر وضع المرء فى موقف المدافع عن نفسه طوال الوقت.
منذ حوالى شهرين فوجئت بإحدى قصص الكتاب منشورة فى إحدى المجلات بدون توقيع. قابلت رئيس التحرير وشرحت له الأمر، وبالصدفة دخل علينا الصحفى الذى أرسل القصة - ومعه صديق له – ليشتكى من أن اسمه سقط عن القصة عند النشر. عرفه رئيس التحرير بى وشرح له المشكلة، وهنا صرخ صديق الصحفى: "إزاى؟ دة أنا كنت قاعد جنبه وهو بيكتبها!!".
وإزاء هذا الكلام لم أستطع أن أنطق وقد شعرت للحظة أننى مجنون وأننى أتخيل أننى أكتب القصص. لكن الصحفى اعترف بعد قليل أنه نقلها من أحد مواقع الإنترنت ولا يعرف من كتبها، ومادام قد وجدها أولا فهى من حقه! (لاحظ أنه يؤمن بأن القصص لا تكتب وإنما توجد من تلقاء نفسها وهكذا فهى من حق المكتشف) وقد صدّق صديقه على كلامه لأنه كان يجلس بجانبه وهو ينقل من الشاشة!
فى مرة أخرى كنت أقلب صفحات إحدى مجلات الأطفال الشهيرة التى تصدر فى الخليج، حين فوجئت بصورة منشورة لواجهة أحد برامج المحادثة الفورية مكتوبا فيها اسمى وأسماء أصدقائى! ثم تذكرت أننى كنت قد نشرت تحقيقا عن برامج الرسائل الفورية، وكانت هذه الصورة ضمن الصور المنشورة، فكل ما فعله المحرر هو أن قام بتلخيص الموضوع ووضع الصور كما هى.
حسنا، ماذا يمكن أن نفعل فى مثل هذه الحالات؟ وكيف يمكن للمرء أن يحصل على حقه الأدبى؟ الإجابة هى لا شيء طبعا، فلا يمكن أن تحصل على حقك بأية صورة من الصور، إلا إذا استهلكت طاقتك لتملأ الدنيا صراخا، وسحبت رصيدك من البنك وأعطيته للمحامين ليرفعوا لك قضايا حتى تحصل فى النهاية على تعويض رمزى مقابل نشر موضوع صحفى، لكن هذا الأمر يبين لنا إلى أين وصل مفهوم حقوق الملكية الفكرية فى بلادنا، حتى بين الصحفيين أنفسهم.

4 comments:

لـيـلـيـت said...

طيب ابقى حط هنا رابط الحدوتة بتاعة توتة

ألِف said...

شُف البجاحة!
للأسف عقلية أن إنترنت مشاع هي عقلية سائدة بين مواطنينا، بل أحيانا ما تكون سببا لاجتذاب المستخدمين الذين تتعلق أعمالهم بالكتابة و التأليف و الصحافة اعتقادا منهم أنهم وقعوا على معين لا ينضب من المادة الحلال لهم سرقتها.
أن كلمات مثل حقوق الملكية الفكرية، لا معنى لها عند معظم مستخدمي إنترنت من العرب، حتى عندما يكون مقابل استغلال المحتوى المنشور هو الإشادة بالمؤلف الأصلي فقط لا غير و من دون أي مقابل مادي، و إتاحة الأعمال المتولدة عن هذا الاقتباس تحت نفس الشروط، و هي نماذج قانونية لترخيص المحتوى تعرف إجمالا باسم cvopyleft و تنتشر في العالم المتقدم (الذي توجد فيه قوانين قوية) في مجالات البرمجيات و المعلوماتية و التي انتقلت منها إلى المجال الإبداعي في الكتابة و الموسيقى و الرسم و الميدياالحديثة.
قد تكون مهتما بأن تعرف المزيد عن Creative Commons أو ما أحب أنا أن أترجمه: رخصة العامة المبدعون.

أعتقد أني قرأت هذه المقالة في مكان ما قبل هذا :) هل نشرتها في دورية ما؟!
بالمناسبة استعمالك صورة غلاف اسطوانة بينكفلويد كان يمكن أن يندرج تحت نفس الخانة، لولا شهرتهم الطاغية التي تمنع أي شخص من الادعاء بأنه مالك الصورة أو مبدعها.

Michel Hanna said...

المقال نشر في جريدة القاهرة فعلا.
بالنسبة لصورة بينك فلويد فمش للدرجة دي! دي حاجة زي ما تحط صورة مطربك المفضل لأنك بتحبه، لكن ما حدش قال ان انت اللي صورت الصورة أو أبدعتها، وبعدين أنا مبسوط لأنك تعرفت على بينك فلويد لأني مش لاقي حد غيري بيحب الفريق دة للأسف.

Anonymous said...

ياريت تزورني هنا وتقول رأيك..
كتابة إيديا وحياة عينيا