Friday, August 08, 2008

كنت دمية أمي

جارودا رقم 1: عطل في جهاز الذاكرة.. مرفوضِ
جارودا رقم 2: تقلبات في جهاز التصرف .. مرفوضِ
جارودا رقم 3: سعة جهاز التحسس كبيرة جدا .. مرفوضِ

توقفوا توقفوا.. يكفي.. يكفي.. أمي.. هذا لا يطاق..
حتى أنا رجل آلي من صنعك.. أنتِ وضعتِ لي الذاكرة وأجهزة التحسس.. وأنا كنت أظن نفسي حيا من كوكب كامبل..
دمية آلية مجنونة.. هذا أنا القائد جارودا..
غير معقول!!
اسخري مني يا ميا.. أنا آلي مثلك تماما..
كنت دمية أمي..

أروع مشهد في المسلسل الكارتوني خماسي، حين يكتشف القائد العظيم جارودا وابن حاكمة كوكب كامبل أنه مجرد إنسان آلي!
كانت ميا، الإنسانة الآلية، تهيم حبا بجارودا طوال حلقات المسلسل، لكنه كان يعاملها باحتقار، فهو القائد العظيم، وهو إنسان حيّ، بينما هي مجرد آلية.
في الحلقة قبل الأخيرة يكاد خماسي أن يقتل جارودا، لكن ميا تضع نفسها في طريقه مضحية بنفسها لتنقذ حياته. هنا فقط يشعر جارودا بحب ميا، ويأخذ جثمانها إلى المكان الذي تصنع فيه الروبوتات ليحاول الحصول لها على قطع غيار من هناك لإصلاحها، وفي مصنع الروبوتات، يجد المفاجأة الكبرى.
صفوف طويلة من رجال آليين غير مكتملين لهم نفس شكله، يتضح أنهم نماذج أولية منه كل منها به عيب يستدعي إعادة الصنع. لقد اكتشف جارودا أنه هو أيضا مجرد إنسان آلي!

ترى كيف يكون إحساس المرء إذا اكتشف أنه خُدِع في نفسه طيلة عمره؟ سقوط الإنسان من عليائه وتحطمه على الأرض، تفتت الكبرياء والاعتزاز في أقل من لحظة، عندما يكتشف المرء أنه ليس القائد العظيم الذي كان يظن، أنه ليس ابن أكبر سلطة في الكوكب، بل أنه أقل من إنسان. لاشك أنه سيصاب بالجنون مثل جارودا.
الجماعة اليابانيين دول عليهم قصص تقطع القلب.

12 comments:

H. M. H. said...

مرحباً يا دكتور..
محنة جارودا السؤال الذي يوحش الطفل الوحيد: ماذا لو لم يكن أهلي حقاً أهلي؟
برغم أن كثيرين يقولون إنها أُلفة التربية ما يربط بين الأبوين وطفلهما، إلا أن الطفل يحتاج غالباً إلى طمأنة إضافية بأنه خرج من داخل أبويه، وبأنهما لن يتخليا عنه أبداً. لم تكن محنة جارودا فقط في أنه لم يأتِ من رحم أمه، بل في أنه لم يأتِ من رحمٍ على الإطلاق. أنه نموذج سبقته نماذج أولية ألغيت لأنها غير صالحة. أنه صُمم حسب الطلب، ولأنه أعجب أمه فقد انتقته، لا لأنها أحبته حقاً، أو لأنه ابنها حقاً.
برغم أن خُماسي موجه للأطفال في الأساس، إلا أنه في معالجته لأزمة جارودا كان أكثر نُضجاً وإيلاماً من فيلم الذكاء الاصطناعي الذي تطرق إلى مسألة مشابهة عن طفلٍ آلي وعلاقته بأمه، لكنه خلا من العُمق المؤلم لمأساة الأمير جارودا البائس.
حسٌ آخر ساخر يُضاف إلى هذه المأساة، جارودا طفلٌ أزلي لا يكبر، والأطفال الصغار دمىً لأمهاتهم عادة. حالته - بهذا الحس - مجرد إفراطٍ ساخر في مسألة كون الأطفال دُمى لأمهاتهم، إفراطٌ فاجع بقدر ما هو ساخر.
مقالٌ رائع - كالعادة - يا دكتور..

Michel Hanna said...

ده انت اللي تعليقك رائع كالعادة، ويضيف الكثير إلى البلوج.
أشكرك جدا.

مصر يا موكوسه .....يا مزارع الكوسه said...

بسم الله الرحمن الرحيم
يقوم مجموعه من المدونين وانا من ضمنهم بتكوين رابطه لانقاذ ومساعدة اطفال الشوارع
التفاصيل كلها هنا
http://awraqwasrar.blogspot.com/
يسعدنا انضمامكم

Anonymous said...

شاهدت هده الحلقة و أنا إبن ال12 أو 13 سنة...
هل تصدق أنها ظلت طويلاً في مخيلتي...
لم أفلسفها طبعاً كما فعلت أنت و الأخ hmh...
و لكن فعلاً فكرت أنه (يا حراااام جارودا)...
أنا عندي سؤال يا ميشيل...
إنت بتجيب الأفكار و الinsights دي منين؟؟
تحياتي...
The Dean

مصر يا موكوسه .....يا مزارع الكوسه said...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حملة كى يكونو حقا احياء
لمساعدة اطفال الشوارع ستبدا هذا الاسبوع
باقى التفاصيل هنا
http://awraqwasrar.blogspot.com/
للاشتراك يرسل الى
quloobrhema@yahoo.com
لنقم بالاتفاق على تحديد مكان وزمان
اللقاء
يسعدنا اشتراك الجميع

Michel Hanna said...

دين: ألف شكر ليك وتحياتي.

رجل من غمار الموالى said...

السلام عليكم يا دكتور
تدوينة رائعة
يا ريت كل الناس تعرف انها مخلوقات محدودة القدرة
فى هذا الكون
للأسف حلم ربنا علينا بيصوروا لنا أوهام
أننا عظماء وقادرين
..........
وجانب أن الأطفال دمى فى إيدى أمهاتهم
فكرة جديدة قوى عليه
..........
تحياتى

Michel Hanna said...

شكرا يا رجل
وتقبل تحياتي أنا أيضا

3ali said...

nice effort

Michel Hanna said...

thanks

hartaka said...

مسلسل خماسي كنت بفضله كتير عن مسلسلات تانيه
كنت بشوفها وانا صغير
كميه الدراما والتراجيديا الي فيه كانت بتعجبني اوي
وخصوصا حلقة هيومي زميله هايوما الي ماتت فيها
اليابانيين بالذات كانوا متميزين في النقطة دي
تحياتي

Michel Hanna said...

هرطقة: مش فاكر الحلقة اللي بتقول عليها
أنا نفسي ألاقي الحلقات القديمة بتاعة خماسي ع النت بس مش لاقيها حاليا
حتى الحلقة اللي حاطط لها لينك في المدونة اتشالت