Monday, June 29, 2009

300



التدوينة رقم 300.

Friday, June 19, 2009

مش باقي مني

60050085190005140

بعد أن يخرج شحاتة من السجن، يركب الميكروباص الذي ينطلق به في الطريق، ليقابل مشهدا مدهشا عند مزلقان القطار، حيث يقوم الأهالي بوضع عراقيل في طريق القطار لإيقافه ويصعدون عليه لسرقة أجولة القمح. إلى هذا الحد استبد الجوع بالناس؟

تبدأ الآن تترات مدهشة تستعرض كل مآسي مصر من خلال عناوين الجرائد، متزامنة مع أغنية قوية جدا بعنوان "مش باقي مني"، كلمات موجعة وموسيقى خشنة جدا وشجنة بآلات صعيدية حادة وطبول منذرة بالويل تنبئنا بالكوارث التي ستحدث في خلال الساعتين التاليتين.

هكذا يبدأ فيلم دكان شحاتة.

الأغنية مذهلة فعلا، ويمكنها أن تستحوذ على عقلك فتستمع إليها لعشرة مرات متتالية.

أداء وتلحين خرافي من المطرب أحمد سعد.

يمكن تحميل الأغنية من هنا.

وفيما يلي القصيدة كاملة.

مش باقى منى!

جمال بخيت

مش باقي مني غير شوية ضي ف عينيا

أنا هاديهوملك

وامشي بصبري ف الملكوت

يمكن ف نورهم تلمحي خطوة

تفرق معاكي

بين الحياة والموت

مش باقي مني غير شوية نبض ف عروقي

خُدي.. وعيشي..

وافتحي لي تابوت

أفرح بريحة ورد فرعوني

وربنا ف عوني

إذا دخلت الجنة ولاّ النار

هاشتاق إلي ضحكتك

وقعدتي ف الدار

والقهوة متحوجة

من طيبة العطار..

ف كل يوم الصبح

باشرب حليب قبطي

وف النهار والمسا

بامسك ستار الكعبة لو سبتي

واثبت إذا هربتي

أهديكي عمري وحسي وجوارحي

أهديكي جرحي

هو اللي باقي ف دنيتي لما خلص فرحي

مش باقي مني

غير شوية لحم ف كتافي

بلاش يتبعتروا ف البحر

بلاش يتحرقوا ف قطر الصعيد

ف العيد

بلاش لكلب الصيد.. تناوليهم

خدي اللي باقي من الأمل فيهم

وابني لي من عضمهم

في كل حارة مقام

وزوريني مرة وحيدة

لو كل ألفين عام

ألم الجراح يتلم

مش باقي مني غير شوية دم

متلوثين بالهم

مُرين وفيهم سم

كانوا زمان شربات

والنكتة سكرهم

شربتهم الخفافيش

في قلب أوكارهم

مش باقي مني غير شوية دم.. ماأقدرشي

أسقيكي.. مواجعهم

وبرضه ما أقدرشي

أرميكي..

وأبيعهم

يمكن ف مرة تعوزي تطلبيني شهيد

هاحتاج يوميها الدم

يمضي علي شهادتي

مش باقي مني

غير شوية قوة ف إرادتي

علي شوية شِعر من خطي

حاسبي عليهم وانتي بتخطي

وانتي ف صبح الدلال

بتعطري شطي..

مش باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

أنا مش عايزهم

لو كنت يوم هالمحك

وانتي بتوطي

في معركة مافيهاش

ولاطيارات ولاجيش

وانتي ف طابور العيش

بتبوسي إيد الزمن

ينولك لقمة

من حقك المشروع

مش باقي مني.. غير

شهقة ف نفس مقطوع..

بافتح لها سكة

ما بين رئة.. وضلوع..

ما بين غبار.. ودموع..

وأنا تحت حجر «المقطم»

ف الدويقة باموت

أنا.. والعطش.. والجوع..

يئن تحتي التراب

وانا صوتي مش مسموع..

ياحلمنا الموجوع..

من المرور ممنوع..

مستني لما يمر

موكب سلاطينك..

مش باقي مني

غير شوية رحمة من طينك..

علي شوية صبر من دينك..

مش باقي مني غير حبة غُنا تايهين

ف الضلمة مش لاقيين

حس الفواعلية..

ولا صوت مراكبي عَفي

فوق المعدية..

ولا صوت بناتي العذاري

في كل صبحية..

والغنوة.. أمنية

«ياما نفسي أقابل حبيبي..

وانا ع الزراعية»..

صوتك وصوتهم غاب..

وانا تحت حجر المقطم.. باموت لوحديّا..

الليلة راحت عيوني

تطل ع البستان..

وجناين الرمان..

رجعت لي توصف عناد الغل والدخان

وسحابة سودا تضلل

علي الغُنا الغلبان..

رجعت لي توصف هبوب الموت

علي الألوان..

رجعت لي توصف….

خيال الذل..

ف موائد الرحمن..

مش باقي مني غير شوية كُفر بشروقك

وأنا..

منبع الايمان..

مش باقي مني..

غير شوية ضي..

وعينيا

مش قادرة تلمحني..

في وحدتي محني..

خايف أموت م الخوف

والضعف يفضحني..

السجن عشش ف قلبي

وماشي ف شوارعك..

نفس اللي باعني وخدعني

بالرخيص بايعك..

هاشيل حمولي انا

ولا هاشيل حملك ؟!

ماعدت أملك شيء..

فيكي.. ولا فيّا

ولا قيراط ولا بيت..

ولا نسمة صافية تلاغي النيل بحرية..

مش باقي مني

غير شوية حب جارحّني

ولا باقي مني

غير شوية ضي ف عينيا

Monday, June 15, 2009

التبوّل على شاشة السينما!

Cinemascreen3forweb

يتمادى بعض مخرجي السينما أحيانا في تطبيق مناهج الاتجاه الواقعي في الإخراج، فيصوّرون لنا مشاهداً لا يبصرها الإنسان في حياته العادية، ولحظات حميمة خاصة يمارسها الإنسان منفرداً بنفسه. أحد هذه الأشياء هي عملية التبول. أحياناً ما تكون هذه المشاهد موظفة بشكل أساسي في قصة الفيلم ، وأحياناً كثيرة أخرى تكون مُقحمة عليه بدون أيّ داع.

والأفلام الكوميدية هي أكثر الأفلام مشاركة في هذه الظاهرة، وتختلف قوة المشهد حسب قدرة الكاتب والمخرج على إقحام وتوظيف المشهد في السياق.

وهى جرأة تحسب للمخرج أن يتطرق لمثل هذه المواضيع، بغض النظر عن أن الرقابة ستقوم بعد ذلك - وفى معظم الأحيان - بحذف المشهد! مع ملاحظة أن الرقابة تكون أكثر تساهلاً مع شاشة السينما، وأقل تساهلاً مع شرائط الفيديو، ثم فى منتهى التشدد - والتعنت أحياناً - مع شاشة التليفزيون.

وعيب التطرق إلى موضوع كالتبول هو أنه إذا لم يتم إتقان المشهد بشكل كامل فإنه يؤدى إلى أثر عكسي تماماً على الفيلم، ويثير النفور لدى المشاهدين.

مثلاً، فى فيلم "الرجل الأبيض المتوسط"، حين يقف أحمد آدم وعزت أبو عوف للتبول فى الصحراء، يقوم آدم بالطرطشة على أبو عوف. ففضلاً عن سخافة المشهد فإنه من غير المنطقى أيضاً أن يقف الاثنان متجاورين بينما الصحراء واسعة فى كل اتجاه حولهما. هناك أيضاً عدم منطقية فى نزول شيرين سيف النصر مع عادل إمام إلى حمام الرجال فى "أمير الظلام" فلا تنتبه شيرين إلى أنها فى حمام الرجال إلا بعد أن يبدأ عادل إمام فى التبول، ولا يمكننا أن نقول عن هذا المشهد سوى أنه قبيح.

رأينا أيضاً جودي فوستر تجلس للتبول فى Panic Room وسمعنا صوت البول وهو يصطدم بالمرحاض، ولم يكن لهذا المشهد من داع.

فى "جاءنا البيان التالى" يحصل محمد هنيدى على معلومات هامة عن المخالفات فى مصنع اللبن من أحد الكيميائيين وهما يتظاهران بالتبول.

ومن أهم الأفلام التى كان التبول فيها نقطة فاصلة فى الأحداث فيلم Mrs Doubtfire حين يكتشف الابن أن السيدة داوتفاير ليست سوى رجل هو أبوه روبين وليامز، وذلك عندما يدخل الحمام فيجدها تتبول واقفة.

وفى فيلم "السادة الرجال" نرى معالى زايد التي تحولت إلى رجل وهى تتبول واقفة بينما يشعر محمود عبد العزيز بالدهشة. وهو أشهر مشهد للتبول في السينما العربية لكن الرقابة تحذفه دائماً عندما يأتي في التليفزيون.

أفضل فيلم أجنبى وظفت فيه عملية التبول هو The Green Mile للكاتب الشهير ستيفن كينج. توم هانكس البطل مصاب بصديد فى البول والتهاب فى المجارى البولية، لذا فإننا نرى علامات الألم الممضي على وجهه كلما قام بالتبول. وهى مشاهد أبدع فيها المتمكن توم هانكس، فنراه فى أحد هذه المشاهد وقد قفز من السرير ومشى يعرج إلى الحديقة حتى يتبول هناك كي لا تسمعه زوجته وهو يتأوه. يسقط هانكس على الحشائش، ونرى خيطاً طويلاً من البول بينما يمتلئ وجهه بالعرق والألم.

أما أفضل فيلم كوميدى وظفت فيه عملية التبول فهو Dumb N Dumber لجيم كارى وجيف دانيلز. وهو فيلم يمتلئ بكل ما هو مقرف من الإفرازات البشرية بجميع أنواعها، لكنها جميعاً موظفة بشكل جيد جداً يثير الضحك وحده دون التقزز. مثلاً عندما يطلب كارى من دانيلز التوقف بالسيارة ليقوم بالتبول، يرفض دانيلز لضيق الوقت، فيقوم كارى بالتبول فى عدد من الزجاجات الفارغة ليملأ عشرة منها! يوقف الشرطي السيارة ليفتشها فيظن أن الزجاجات الصفراء مليئة بالبيرة، فيصادرها ليشربها فيما بعد!

مشهد آخر يجلس فيه دانيلز خلف كاري على دراجة بخارية ويرفض كاري أيضا التوقف، فيتبول دانييلز فى مكانه فيهتف كارى الذى كان يشعر بالبرد :"أووه إنها دافئة!".

يبدأ فيلم Water World بكيفن كوستنر وهو يتبول فى جهاز يقوم بتحويل البول إلى ماء صالح للشرب ثم يقوم بشرب كوب الماء الذى امتلأ فى الناحية الأخرى من الجهاز!

وفى فيلم"الكيت كات" يقف بلطجى ليتظاهر بالتبول على الحائط بجوار صاحب القهوة، ثم يجرحه فى جانبه بالمطواة. وفى فيلم Artificial Intelligence تلعب الأم استغماية مع الطفل الآلي ثم تنسى الأمر، وبعد ذلك يقتحم عليها الحمام وهى تتبول هاتفاً:"وجدتك!" فتصرخ فيه أن يخرج.

فى شمس الزيناتى يقتل سامبو العسكرى الموالى للمارشال برعي (محمود حميدة) بينما يتبول، وفى "رسالة إلى الوالى"يذهب عادل إمام القادم من زمن آخر ليتبول فيجد باب الحمام مغلقاً، فيتبول على الأرض وهو يتجول فى الشقة!

وكما قلنا من قبل، فإن المخرج يصور ما يشاء، ثم تفعل الرقابة بعد ذلك ما تشاء!

-------

نشر أولا في جريدة القاهرة.

Saturday, June 13, 2009

شيء من بعيد

nadaha 

شيء من بعيد ندا لي
وأول ما ندا لي
جرى لي ما جرى لي

من فيلم النداهة

Monday, June 08, 2009

Ladri Di Biciclette

يعود هذا الفيلم الإيطالي – الذي يعني عنوانه سارق الدراجة – إلى عام 1948، وهو يدور في أثناء الحرب العالمية الثانية عن شخص يتعرض لسرقة دراجته، ورحلة هذا الشخص للبحث عنها برفقة ابنه الصغير.
قد يبدو هذا حدثا تافها ليقوم عليه فيلم، لكنه ليس كذلك أبدا، ففي عالم الحرب العالمية الثانية، حين كان الناس لا يجدون عملا ولا يجدون حتى شيئا يأكلونه، كانت هذه الدراجة هي الشيء الأساسي الذي يقوم عليه عمل البطل، وبدونها كان سيتعرض للفصل من العمل الذي حصل عليه توا، مما يعني أن تسوء أحوال أسرته أكثر وأكثر.
يطوف بنا الفيلم في إيطاليا الأربعينات، ولأنه مصوّر في الأربعينات فعلا فهو يعطيك صورة حيّة وحقيقيّة عن الحياة في ذلك الوقت، لتكتشف أكثر وأكثر أن الإيطاليين فعلا قريبون جدا في حياتهم وأسلوبهم من المصريين، ولعل شعوب حوض البحر المتوسط كلها تشترك في كثير من الخصائص والعادات.
ليس هناك إيذاء جسدي حقيقي في الفيلم، لكن الألم النفسي فيه لا يحتمل، حتى أنني بعد أن شاهدته لم أستطع النوم طوال الليل من شدة الحزن.

-----------
· الفيلم حاصل على تقدير 95% على موقع الطماطم المعفنة.
· شكرا لصديقي ميشيل مجدي الذي رشح لي هذا الفيلم.

Tuesday, June 02, 2009

The Reader

لم أستطع أن أحب الفيلم أو أتعاطف معه. كما لا أرى أن دور كيت وينسليت كان يستحق الأوسكار الذي حصلت عليه.
تحول الأمر إلى شيء "بايخ" فعلا، آلاف الأفلام التي تحدّثنا عن عذاب اليهود في الحرب والظلم الذي تعرضوا له. يجب أن يظل العالم يبكي ويذرف الدموع على الألم اليهودي حتى آخر قطرة في جسمه. حارسة المعسكر الألمانية يجب أن تدفع الثمن كاملا، فتقضي عشرين عاما في السجن، وعندما يحين موعد الإفراج عنها تنتحر، ثم توصي بكل مالها لواحدة من الضحايا اليهود، والتي تتبرع بالمال بدورها إلى مؤسسة يهودية تعني بمحو الأمية، رغم أن الأمية ليست من المشاكل اليهودية على حد قولها، وهذا يبيّن لنا كم أن اليهود رائعون ويهتمون بمشاكل العالم حتى وإن كانت ليست من ضمن مشاكلهم.
لست متعصبا ضد اليهود أو ضد أي فئة أخرى، لكن الأمر تحول إلى سخافة من كثرة الإلحاح. هناك أفلام تتعاطف مع معاناة اليهود بطريقة جميلة وإنسانية مثل Schindlers List وThe Pianist، لكن هذا الفيلم حوّل الأمر إلى بواخة وسخف، بل وأحدث عندي أثرا عكسيا.
لاشك عندي في أن اليهود قد عانوا معاناة حقيقية، لكنهم قبضوا فعلا الثمن كاملا، ولازالوا يقبضون.