Thursday, August 11, 2011

تهذيب توم وجيري!

كنت قد كتبت في هذا المكان منذ أربع سنوات تقريبا أنني سأكتب عن المشاهد المحذوفة من حلقات توم وجيري، ولأن وعد الحر دين عليه، ها أنا أفي بالوعد أخيرا!

نحن نعرف أن معظم ما يُعرض على التليفزيونات يتعرض للتمزيق على يد مقص الرقيب، وأحيانا تكون المحذوفات من التفاهة بحيث لا يجد المرء مبررا منطقيا يجعل الرقيب يحذفها، هذا ما يحدث عادة في تليفزيوناتنا العربية، لكن هل يتصور أحد أن مواد تبدو بريئة مثل حلقات توم وجيري (التي أنتج معظمها في أربعينات القرن الماضي)، هي من أكثر الأشياء عرضة للحذف والتمزيق، وخاصة في الغرب؟! فالمفاجأة هي أن معظم حلقات توم وجيري التي تعرض حاليا قد حذفت منها أجزاء، كما أن هناك بعض الحلقات ممنوعة من العرض!

في الغرب تعرضت أفلام الكارتون القديمة إلى مراجعات وانتقادات كثيرة، أدت إلى إعادة النظر في كل ما يقدم منها. مثلا، عندما ينفجر شيء في وجه أحد، أو عندما يتعرض للاحتراق، يسودّ وجهه وتغلظّ شفتاه ويصبح زنجيا! هذه المشاهد محل اعتراض من جماعات السود في الولايات المتحدة باعتبارها نوعا من العنصرية، وبالتالي صارت تحذف الآن من الحلقات.

clip_image002

أحيانا يسقط شيء ثقيل على رأس توم فينضغط وتضيق عينيه وبصبح أشبه بالآسيويين، وهذه المشاهد تعتبر الآن مسيئة للعرق الأصفر.

هناك أيضا كل هذا العنف الرهيب، من ضرب وتفجير وحرق وتقطيع، بعضه مؤلم فعلا، وقد دفع التربويين إلى أن يعيدوا التفكير فيما إذا كانت مشاهدة هذه الحلقات مناسبة حقا للأطفال.

clip_image004

هناك حلقات كثيرة يمارس فيها توم أو جيري التدخين، وهذه المشاهد تحذف أيضا.

clip_image006

في الدول العربية عادة ما يحذفون حلقة Heavenly Pus التي يموت فيها توم فيظهر له سلم ذهبي يصعد به إلى السماء،

clip_image008

وهناك يخبره حارس الجنة أن عليه أن يقنع جيري أولا أن يصفح عنه خلال ساعة وإلا سلمه إلى شيطان على شكل كلب ينتظره في الجحيم.

clip_image010

هناك حلقات لا تعرض أبدا الآن في الغرب مثل His Mouse Friday التي يعتبرونها مسيئة للأفارقة بسبب وجود قبائل آكلة للحوم البشر في الحلقة. وهناك حلقتان عادة ما يتم حذفهما أيضا هما Mouse Cleaning و Casanova Cat.

بالطبع من الخطأ أن نسخر من المجموعات العرقية التي لا ننتمي إليها، وقد صارت وسائل الإعلام حاليا تنتبه جيدا لهذه النقطة، كما أن أعمال الأطفال الدرامية تخضع للمراجعة مرارا خوفا من أن تحتوي على أي تصرفات غير مناسبة، إلا أن توم وجيري كانا قد أتيا من عالم ليس فيه أي قيود، عالم بكر لم يكن الفنان يتردد فيه كثيرا قبل أن يكتب أو يرسم.

3 comments:

^ H@fSS@^ said...

طيب ايه تفسيرهم اننا اتفرجنا على الحلقات دي مرارا و تكرارا و مطلعناش عنصريين بالشكل ده خالص؟؟ مش عارفة ليه مشكناش نتاثر بالحاجات دي يعني و ماثرتش علينا
ده احساسي يعني

موقع زواج said...

شكرا لك على هذا الموضوع الرائع

candy said...

موضوع جميل قوى

بالذات لجيل التمينات اللى ماكنش عنده خبارات كتير فى طفولته وتوم وجيرى بالنسبة له من الحاجات الأساسية اللى كونت شخصيته.

فعلا كنت قريت يمكن من سنتين كدة أن أسبانيا رفضت إذاعة حلقات توم وجيرى علشان حتة التدخين والعنف دى,

وفعلا الحاجات بتدخل حاجات فى العقل من غير ماالطفل يحس
فعلا بترسخ العنف والصفات كتير مش كويسة

وأنا مثلا أعتقد أن من الكارتون اللى أثر فى شخصيتى إيجابيا جدا وأنا صغيرة السنافر
دايما كان فيه دروس وقيم مع الكوميديا والمغامرة

الواحد لازم فعلا يبقى مدقق
ومعيار الحكم على حاجة مش بس بقدار الابهار والامتاع اللى فيها

لأن الشيطان ممتع محترف

لكن كمان بالقيمة اللى فيها

بس كل دا مايمنعش أنى لحد دلوقتى بتعرف مع أخويا على توم وجيرى ونقوم نضرب بععض بالمخدات :))